مملَكَةُ الرحْمَة
جدارية في كنيسة الرعاة - بيت لحم - فلسطين
يسوع والخاطئة - نيكولا بوسين (1594-1665) - زيتية
السامرية - زجاج ملوّن - كنيسة القديس برتلماوس - مونتريال كندا
يا إله الرحمةِ،
لماذا يُمعِنُ الظلمُ في توسيع
ممالكهِ بين الناسِ؟
لماذا يا يسوعُ
يكثُرُ الظالمون؟
وأنتَ أتيتَ تدعو إلى الرحمةِ!
أتعلمُ يا يسوعُ؟
أنَّ الظالمينَ همُ الذينَ يرتكبونَ الكبائرَ
ويتَّهِمون الأبْرياءَ..
السارقُ يتهمُ الأمينَ بالسرقة،
والكاذبُ لا يُصدّقُ أنَّ أحدًا لا يكذبُ،
والمُرتشي يُحمّل الآخرينَ
تَبِعاتِ فسادِ الرشوة،
والمُختَلِسُ يتحدّثُ عن الشهامة،
والزُناةُ أكثرُ المتشدّدين
في حقِّ إمرأةٍ "أخْطَأتْ".
لقدْ عرفتَ يا يسوعُ
ما يُضمرُ الظالمونَ،
فتحدّثتَ عمّن يُنَظِّفُ الظاهرَ،
ويُهمِلُ الباطنَ...
ولم يفقهوا أنّكَ عندما لعنتَ
التينة المزهوّةِ بأوراقها الخضراء
وتفتقرُ إلى ثمرٍ...
إنّما كنتَ تعنيهم ...
ومثْلُهمْ
من جاءَ يُجرّبُكَ في شأن "الخاطئة"...
يجرّونها للرجمِ ...
فاستثرتَهُم بسؤالك:
"مَنْ منكم لم يزنِ معها فليرجْمها بحجر"،
تطبيقًا للشريعة: "الزاني والزانية يُرجمان".
فانسحبوا ... لأنّهم وهمْ "زانون"،
يحكمونَ على المستضَعفة!
كذلكَ يا يسوعُ،
لمْ تلمْ السامريّة وكان لها خمسةُ أزواج،
والذي كانَ عندها "ليسَ بزوجها"،
بلْ دعوتَها إلى شُربِ ماء الحياةِ،
"فلا تعطشْ أبدًا"...
لأنّها تشربُ منْ نَبْعِ حُبّكَ الإلهي....
ذي الفَيْضِ النوراني...
ففي المملكة الروحانية
"لا يُزوّجون ولا يتزوّجون".
وعرَفتَ يا يسوعٌ،
أنَّ منْ يأخذُ الآخرينَ بزلّةٍ
يعرفُ هو تلكَ الزلّة،
أو لغايَةٍ ... تُبرِّرُ له سلوكية مبطّنة.
يا يسوعُ،
إمْنَحْنا صفاءَ النفس،
وأمانَ النِعمةِ،
وشهوَةَ أنْ نكونَ
بشرًا،
لا تَخْترقُنا الأطماعُ،
ويُسخِّرُنا الظلمُ،
ويَسْتَبِدُّ بنا الفسادُ!
دَعْنا لا نحمِلُ حجَرًا للرجمِ
بلْ زنبقًا للمحبّة،
ووردًا للحبِّ...
وبخورًا لمرورِكَ
في قلوبنا...
ميشال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق