مَنْ أمّي ومَنْ أخوتي؟
الميلاد - زيتية على جلد لـهوغو فان دو غوس (روما 1476 - 1478)
يسوع في هيكل أورشليم يناقش الفريسيين (؟؟؟؟؟)
زَمنَ تأريخِ ميلادِكَ،
أعْلَنْتَ يا يسوعُ "عَوْلَمَةَ تعاليمِكَ"،
وبقاءَها،
قبلَ ألفي عام – كنتَ تجادلُ في الهيكلِ،
وتُعلّمُ.
إنقلَبْتَ على مفهومِ العيْلَةِ الضيّق،
إلى رحابَةِ العيْلَةِ الكونيّةِ.
سأَلْتَ:
مَنْ أمّي ومَنْ أخوتي"؟
وانْتَمَيْتَ بالقربى
إلى مَنْ يَعْمَلُ مشيئَتَكَ
ويَسمَع تعاليمَكَ...
وفتَحْتَ لنا بابَ الاختيارِ
في أنْ نَنْتَسَبَ إلَيْكَ
بإصغائنا إلى ما تقولُ،
ونُحَقِّقَ أهدافَ رسالتك.
لمْ تكنْ قادِرًا يا يسوعُ،
أنْ تستوعبَ كيفَ يكونُ اللهُ
محصورًا بشعبٍ واحدٍ
يَدّعي أنّه "مختارٌ".
وهو يُخالفُ قوانينَ الإنسانيّةِ كلّها...
فخَرَجتَ منهُ،
إلى العَيْلَةِ الكونيّة.
وخرجتَ منْ تعاليمه الجامدة،
إلى أقوال تحملُ الرحمةَ
وتُكرّمُ الإنسانية.
جلستَ يا يسوعُ إلى الخطَأة،
شفيتَ المرضى،
آسيتَ منْ أصابَهُ حُزنٌ،
وأحْيَيْتَ موتى،
وأَفَضْتَ مكارِمَكَ الروحيّةِ
على "الأُمم".
توسّعتَ يا يسوعً
في مفهومِ عائلِتكَ الكونيّة،
الجميع يستحقُ الرحمة،
تجاوزْتَ الحواجِزَ بين البشرِ،
دعوتَ إلى تحقيق العدالةِ الإنسانية،
من دونِ تمييزٍ بينَ أديان،
أو مذاهبَ أو طوائفَ...
بينَ أسيادٍ او مسودين،
بين أطياف الأجناس البشرية.
لكنَّ تعالمكَ يا يسوعُ،
لمْ تنمُ لدى الحكَام،
لمْ تدخلْ قلوبَ الظالمين،
لمْ تُليّنْ طِباعَ المُجرمين،
لمْ تحمِلْ قلوبَ الأغنياءِ
على الإهتمامِ بالفقراءِ،
ولمْ تُهدِ المتعصبين وتُنرْ بصائرَهم.
إنتشرتْ الحروبُ الدينيةُ يا يسوعُ،
وترعرعتْ الخلافاتُ الطائفيةُ،
وتمَدَّدَتْ النِزاعاتُ المَذهبيّةُ
واشتدَّ التعصُّبُ الأعمى،
وباتَ العالمُ في هستيريا
الإستبداد والتسلّطِ...
إهدِ يا يسوعُ هذا العالمَ،
ليستَفيقَ على أنغامِ تعاليمكَ،
ويحكمَ الحكّامُ بالعدلِ والحبِّ،
وتتحَقّقَ العيلةُ الواحدةُ،
عيلةُ مَنْ يسمعُ كلامَكَ
ويَعْمَلُ بمشيئتِكَ....
ميشال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق