سلامي أعطيكُم
جدارية من القرن الثالث في إحدى كنائس بيت لحم - المجدُ لله في العلى وعلى الأرض السلام
مجزرة أطفال بيت لحم - زيتية - لودفيكو مازولينو 1510
أَتَيّتَ يا يسوعُ باسمِ السلام،
وباسمِ السلامِ،
قُلتَ لنا: " سلامًا أتْرُكُ لكمْ،
سلامي أُعطيكُم".
ويومَ رتّلَ الملائكةُ فوق مزودِكَ
"وعلى الأرضِ السلام"،
حبلتْ بيتُ لحمٍ
بمشروعِ شهادة... أطفالها!
فاضطربتْ قلوبُ أهلها،
ولا تزالُ قلوبُنا تضطربُ...
"صوتٌ سُمع في الرامة
نوحٌ وبكاءٌ وعويلٌ كثير،
راحيل تبكي على أولادها
ولا تريد أن تتعزّى لأنهم ليسوا بموجودين"....
و"هيرودس"!
لمْ يرتوِ من دماء الأطفال بعد،
على مدى ألفي عامٍ ... ويزيد،
من رسالةِ الملائكة،
"أنّ على الأرضِ السلام".
فالشعبُ الذي وُلِدْتَ
بينِ أفراده،
لا يزالُ
يقنصُ ابتساماتِ الأطفال،
ويَنحر براءتهم،
ويُشوّهُ أجسادهم الملائكية،
ويقطع أعناقهم،
كما قطعَ هيرودوسُ نفسُهُ،
رأس "سابقِكَ" يوحنّا.
فأطفالُ بيتَ لحمٍ
مشروع شهادةٍ مستمرّ،
من أجلِ القُدسِ،
من أجل بيت لحمٍ،
من أجلِ المسجدِ الأقصى...
ومن أجلِ كنائس
المهدِ،
والقيامة،
ومن أجلِ قداسةِ الجُلجلة
والقبرِ المقدّس...
فلماذا تركتَ فِلسطين،
وهجرْتَها،
إلى مخيّماتٍ أحقر من مغارة بيت لحم؟؟؟
إلى أماكن تجهلُ معنى القيم الإنسانية،
وتركتنا لأهواء "هيرودسيين" يحكمون دول العالم القوّية،
ليسَ بالسلامِ... بل بالحقد والكره والتسلُّط الفاجر...
لماذا تركتَ صورَ وصيدا ...
وبلاد الكنعانيين...
وأنتَ تنادي
سلامي معكم
سلامي أعطيكم؟
وملائكتُكَ يُردَدون:
"وعلى الأرضِ السلام".
لكنْ يا يسوع،
جعلوا من عروشهم محاكم للعالم الضعيف،
تقمّصوا "بيلاطوسَ"
وحكموا عليكَ بالموتِ ملايين المرّات،
وبالجَلْد
وبالقهرِ حتى الجُلجُلة...
ويصلبونكَ كلَّ يومٍ،
فلا يُنزلونَ جثمانكَ
عن الصليب...
إنّهم القوى العُظمى!
"أقوى منكَ؟؟؟"
يُمطرون بلادنا بالحروب،
وبأسلحةِ الدمار الشامل،
ويقتلوننا باسمِ السلام.
وأنتَ
يا سيّدي يسوع،
تولدُ كلَّ عامٍ في المغارة،
فقيرًا
بين فقراء لا مغاراتِ لهم،
ولا مزاودَ،
بل تشريدٌ وجوعٌ وقتلٌ وموتٌ...
وأرغفةٌ من جماجم العهرِ،
ممزوجة ببارود القنابل والصواريخ،
وبأوجاع الأطفال،
وطغيان الحكّام الذين يُضيئون
أشجارَ ميلادك...
كزينةِ ظاهرية...
مثلَ الفريسيّينَ،
يُنظفونَ خارجَ الكأس،
وباطنهم مملوءٌ شرورًا..
الجوع والتشريدُ يُضيئان على اليائسين والبائسين!
الذين يُردّدون باسمك:
وعلى الأرض السلام!!!
السلام لكَ
يا يسوعُ...
ميشال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق