أحبّوا بعضكم...
حتّى التضحية بالنفسِ
الميلاد - زيتي لـ هوغو فان در غوس 1476 - روما
تغسلُ رجلي يسوع بالطيب - زيتية - بيار بول روبينز -1618 - متحف بيتسبورغ
علّمْتَنا يا يسوعُ
أَنْ نُحِبَّ.
قُلتَ لنا:
إفعلوا للناسِ ما تُريدونَ أنْ يفعلَهُ الناسُ لكم.
هيّأتَ لنا عجينَ السلامِ،
ووضعتَ لنا خُبزَ الحبِّ،
...حتّى التضحية بالذات!
وهجَّأْتَ لنا منهجيَّةَ الحُبِّ
بلا مُقابل.
السلوكيّةُ البَشريَّةُ تقضي بأنْ –
نفعلَ للآخرين ما نُريدُه نحنُ لأنفسنا –
عدمَ الضَررِ،
لعدمِ الإضْرارِ،
تهيئَةً لمجتمعِ غُفرانٍ
وسلامٍ واطمئنانٍ...
مَحوتَ الحُدودَ يا يسوعُ،
بينَ فئاتِ البشرِ،
وطبقاتهم، ومراكزهم
ودرجاتٍ السلالمِ فيما بينهمْ.
ساويتَ نفسكَ
وذاتَك الإلهية
بالفقراء و...الخطَأَة...
رفعتَ المتواضعينَ،
وأنْزَلتَ ملوكًا عن عروشهم،
وكانتْ زوّادَتُكَ دائمًا:
الحبُّ
"تعالوا إليَّ أيها المتعبين والثقيلي الأحمال،
أنا أُريحُكُم".
وعندما غسَلَتْ إمرَأةٌ رِجليكَ
بأطيبِ أنواعِ الناردين،
وأغلاه ثمنًا
عاتَبْتَ مضيفَكَ لأنّه
لمْ يستَقْبِلُكَ بِحُبٍّ...
وأَزَلْتَ شُكوكَهُ...
أًتًعلمُ أَجبَتَهُ:
"هذه المرأة أعطَتْ كثيرًا
لأنها أحبّتْ كثيرًا"...
ولمْ تدْعها "خاطِئةً"،
لأنّها "أحبَّتْ"!
وبتواضُعِكَ المعهودُ
سألتَ مضيفكَ الفرّيسي: "لمَ لمْ يتمِّمْ
واجباتِ الضيافةِ،
كما هو معهودٌ؟"
لتُبرهنَ أنَّ من يحفظ الوصايا
لا "يُحبّْ" - أي لا يُحرّك إنسانيتَه
من جمودها...
بلْ، لتؤكِّدَ
أنَّ من أعطى الكثيرَ
يُغفَرُ له الكثيرُ...
أمحُ يا يسوعُ
الحقدَ والكرَهَ من قلوبنا
ثبّت سلوكياتنا الإنسانية
بالمحبّةِ،
إجعلنا نستحقُّ الغفرانَ الكثير،
ونعمةً
بأنْ نحيا وأن نُحبَّ
باسمكَ.
ميشال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق