الخميس، 15 ديسمبر 2011

رحمة لا ذبيحة
ميلاد يسوع - بينيديتو بيغوردي غيرلندايو (فلورنسا 1458 -1497) 
                             يسوع والمرأة الكنعانية - جان جرمان درويه (اللوفر 1763-1788)

على رُغمِ رائحةِ دمِ الذبائح
قُرْبَ الهيكلِ في القُدْسِ،
على رُغْمِ وصايا الشريعةِ،
فإنّكَ يا يسوعُ
لمْ تُقدّم ذبيحةً واحدةً،
ولمْ تأكلْ لحمَ ذبائح،
بلْ كنْتَ أنتَ الذبيحة الأزلية
لافتداء الجنسِ البشري...

أنْتَ لمْ تطلب ذبائحَ في طقوسِ العبادة،
قلتَ للفريسيين: "أريدُ رحمةً لا ذبيحةً"...
أريدُ عطفًا وحنانًا من قلب الإنسانِ ...من أحشائه!
أريدُ رحْمةً تخرُقُ جمودَ الشرائع وقساوتها!
وتُقدّمُ الشفاءَ للمرضى والمُقعدين في السبوت،
والطعامَ للجائعين في يومٍ مكرّسٍ لله.

تطلّعتَ يا يسوعُ، إلى العالم برحمةٍ
أرَدْتَ أن تختَصِرَ وصايا الناموس
بالـ"حبِّ"...
قُلتَ لنا يا يسوعُ:
أَحِبُّوا بعضكم كما أنا أحبَبْتُكمْ،
وكانَ حبّكَ لنا فوق وصف الحبِّ..
وفوقَ إدراك حواسّنا للحبِّ...
وناديْتَ بوصيتين تؤدِّيانِ بنا إلى الكمال:
"أحبِبْ الله!
وأَحْبِبْ قريبكَ".

لكنْ يا يسوع،
بقَدَرِ ما تعمّقْتَ في مفهوم الحبِّ،
بلوغًا إلى أنْ يبذُلَ الإنسانُ نَفْسَهُ عن أحبّائه،
بقدَر ما انتَشِرُ الحِقْدُ:
حِقْدٌ عليك،
وكرهٌ لكَ،
حقدٌ على منْ يًعْملُ مشيئتَكَ،
وكرَهٌ لِمَنْ يَحْمِلُ صليبَكَ،
ولا يزالونَ كما قُلتَ:"أولاد أفاعي"،
"يُسلّمونَ المؤمنينَ بكَ إلى المجامع،
ويُقدّمونهم إلى المحاكم"،
لكنِنا يا يسوعُ،
فقدنا الشجاعة،
فنحنَ لسْنا مثل الكنعانية،
آمنتْ بكَ،
وبألوهيّتِكَ،
(مُرتَضيةً فُتاتَ الخُبزِ)،
فشُفيَتْ لشدَّةِ إيمانها....

إشْملنا يا يسوعُ برحمَتِكَ
وانشرْ السلامَ في نفوسنا
وأَعْطِنا الإيمان كي لا نخافَ
لأنّكَ معنا...

ميشال




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق