السبت، 24 ديسمبر 2011

وُلِدَ الرِفْقُ

وُلِدَ الرِفْقُ
لأمير الشعراء أحمد شوقي



ولد الرفقُ يوم مولد عيــسى     والمروءاتُ والهدى والحياءُ
وازدهى الكونُ بالوليد وضاءتْ     بِسناهُ من الثرى الأرجــاءُ
وسَرتْ آيةُ المسيحِ كما يَسري     منِ الفجرِ في الوجودِ، الضياءُ
تملأ ُالأرضَ والعــوالمَ نورًا     فالثرى مائجٌ بها وضـــّاءُ
لا وعيدٌ، لا صولةٌ، لا انتقـام ٌ    لا حسامٌ، لا غزوةٌ، لا دمـاءُ
ملك ٌجاورَ الترابَ فلمّــــا    ملَّ، نابَتْ عن الترابِ السمـاءُ
وأطاعِتْهُ في الإله شُيـــوخٌ     خُشَّعٌ، خُضِّعٌ لهُ، ضُعَفـــاءُ
أَذْعَنَ الناسُ والملوكُ إلى مـا     رَسَموا، والعقولُ والعُقــلاءُ
فلَهُمْ وقفــةٌ على كل أرضٍ     وعلى كلِّ شاطئِ إِرْســــاءُ

الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

ميلاديات 2011

أكْبَرْتَ المَرْأَةَ


نهايةً يا يسوعُ،
عَلّمْتنا حُبَّ المرأةِ:
"يا امراة هذا ابنُكِ"،
و"يا يوحنّا هذه أمّكَ"،
تكريسًا لأمومةِ مريم للمؤمنين،
في ما يُشبه عقدَ أمومةٍ كونيٍّ.
أكْرَمْتَ الأمَّ،
فلمْ تَتركها وحيدةً...

وفي لوحاتٍ ساميةٍ،
وإدراكاتٍ،
تسمو على إدراك البشر،
أشَرتَ إلينا بأنَّ الأمَّ
 لا تُتركُ...
وترَكتْنا في حيرةٍ
في شأنِ المرأةِ الزوجة...
قُلتَ:
"ما مِنْ أحدٍ تركَ بيتًا،
أو إخوةً أو أخواتٍ،
أوأُمًّا أو أبًا،
أو إبنا أو إبنةً،
أو حقولاً،
من أجلي ومن أجلِ البشارة...
إلاّ نالَ الآنَ في هذه الدُنْيا،
مئةَ ضُعفٍ من البيوت
والإخوةِ والأخوات،
والآباء والأمّهات،
والبنين والبنات،
والحقول"....


وقْلتَ أيضًا:
"مَنْ يُحبُّ أبًا أو أمًّا
أكثرَ منّي فليس أهلاً بي،
ومَنْ يُحبُّ إبنَهُ أو إبنتهُ
اكثرَ مني،
فليسَ أهلاً بي"...

وفي الإغراءِ والتحذير،
لمْ تذكُرُ يا يسوعُ المرأة الزوجة....
في الحالتين،
تُعلّمُنا،
حُبًا للزوجة في مستوى حبِّنا لكَ...
فلا يجوزُ أنْ نتركها
لننالَ مئةً ... أجرًا إفتراضيًا ...
ولا يجوزُ إلاّ أنْ نُحبَّها،
في مستوى ما هو حُبُّنا لكَ...
في اللوحتين يا يسوعُ،
تُعلّمنا أهمّيةَ
أنْ نُكرِّمَ الأمَّ،
ونُحبَّ الزوجة ...
ولا نحكمَ على المرأةِ
لأنَّ الرجُلَ ليسَ أفضلَ منها...
ولأنّ الرجلَ يُطلّقُ،
لقساوةِ قلبهِ...

أعطنا يا يسوع،
أنْ نُكرِّمَ أمّهاتنا،
ونُحبَّ زوجاتنا،
ونحترمَ المرأةَ ...
ونؤهلَ بناتنا إلى أدوارهنَّ في الحياة،
في كيانِ من لهُ تُعطى تلكِ المكرُمة...

وامنحنا أنْ نحظى،
بأمومةِ أمّكِ مريم،
مثلَ تلميذكَ،
يوحنّا...
فنحنُ لا نرتوي إلاّ بحضورها فينا...
ميشال



الاثنين، 19 ديسمبر 2011

ميلاديات 2011

مملَكَةُ الرحْمَة
جدارية في كنيسة الرعاة - بيت لحم - فلسطين


يسوع والخاطئة - نيكولا بوسين (1594-1665) - زيتية

                                 السامرية - زجاج ملوّن - كنيسة القديس برتلماوس - مونتريال كندا

يا إله الرحمةِ،
لماذا يُمعِنُ الظلمُ في توسيع
ممالكهِ بين الناسِ؟
لماذا يا يسوعُ
يكثُرُ الظالمون؟
وأنتَ أتيتَ تدعو إلى الرحمةِ!

أتعلمُ يا يسوعُ؟
أنَّ الظالمينَ همُ الذينَ يرتكبونَ الكبائرَ
ويتَّهِمون الأبْرياءَ..
السارقُ يتهمُ الأمينَ بالسرقة،
والكاذبُ لا يُصدّقُ أنَّ أحدًا لا يكذبُ،
والمُرتشي يُحمّل الآخرينَ
تَبِعاتِ فسادِ الرشوة،
والمُختَلِسُ يتحدّثُ عن الشهامة،
والزُناةُ أكثرُ المتشدّدين
في حقِّ إمرأةٍ "أخْطَأتْ".

لقدْ عرفتَ يا يسوعُ
ما يُضمرُ الظالمونَ،
فتحدّثتَ عمّن يُنَظِّفُ الظاهرَ،
ويُهمِلُ الباطنَ...
ولم يفقهوا أنّكَ عندما لعنتَ
التينة المزهوّةِ بأوراقها الخضراء
وتفتقرُ إلى ثمرٍ...
إنّما كنتَ تعنيهم ...

ومثْلُهمْ
من جاءَ يُجرّبُكَ في شأن "الخاطئة"...
يجرّونها للرجمِ ...
فاستثرتَهُم بسؤالك:
"مَنْ منكم لم يزنِ معها فليرجْمها بحجر"،
تطبيقًا للشريعة: "الزاني والزانية يُرجمان".

فانسحبوا ... لأنّهم وهمْ "زانون"،
يحكمونَ على المستضَعفة!


كذلكَ يا يسوعُ،
لمْ تلمْ السامريّة وكان لها خمسةُ أزواج،
والذي كانَ عندها  "ليسَ بزوجها"،
بلْ دعوتَها إلى شُربِ ماء الحياةِ،
"فلا تعطشْ أبدًا"...
لأنّها تشربُ منْ نَبْعِ حُبّكَ الإلهي....
ذي الفَيْضِ النوراني...
ففي المملكة الروحانية
"لا يُزوّجون ولا يتزوّجون".

وعرَفتَ يا يسوعٌ،
أنَّ منْ يأخذُ الآخرينَ بزلّةٍ
يعرفُ هو تلكَ الزلّة،
أو لغايَةٍ ... تُبرِّرُ له سلوكية مبطّنة.

يا يسوعُ،
إمْنَحْنا صفاءَ النفس،
وأمانَ النِعمةِ،
وشهوَةَ أنْ نكونَ
بشرًا،
لا تَخْترقُنا الأطماعُ،
ويُسخِّرُنا الظلمُ،
ويَسْتَبِدُّ بنا الفسادُ!

دَعْنا لا نحمِلُ حجَرًا للرجمِ
بلْ زنبقًا للمحبّة،
ووردًا للحبِّ...
وبخورًا لمرورِكَ
في قلوبنا...

ميشال






السبت، 17 ديسمبر 2011

مَنْ أمّي ومَنْ أخوتي؟

الميلاد - زيتية على جلد لـهوغو فان دو غوس (روما 1476 - 1478)

                                  يسوع في هيكل أورشليم يناقش الفريسيين (؟؟؟؟؟)

زَمنَ تأريخِ ميلادِكَ،
أعْلَنْتَ يا يسوعُ "عَوْلَمَةَ تعاليمِكَ"،
وبقاءَها،
قبلَ ألفي عام – كنتَ تجادلُ في الهيكلِ،
وتُعلّمُ.
إنقلَبْتَ على مفهومِ العيْلَةِ الضيّق،
إلى رحابَةِ العيْلَةِ الكونيّةِ.
سأَلْتَ:
مَنْ أمّي ومَنْ أخوتي"؟
وانْتَمَيْتَ بالقربى
إلى مَنْ يَعْمَلُ مشيئَتَكَ
ويَسمَع تعاليمَكَ...
وفتَحْتَ لنا بابَ الاختيارِ
في أنْ نَنْتَسَبَ إلَيْكَ
بإصغائنا إلى ما تقولُ،
ونُحَقِّقَ أهدافَ رسالتك.

لمْ تكنْ قادِرًا يا يسوعُ،
أنْ تستوعبَ كيفَ يكونُ اللهُ
محصورًا بشعبٍ واحدٍ
يَدّعي أنّه "مختارٌ".
وهو يُخالفُ قوانينَ الإنسانيّةِ كلّها...
فخَرَجتَ منهُ،
إلى العَيْلَةِ الكونيّة.
وخرجتَ منْ تعاليمه الجامدة،
إلى أقوال تحملُ الرحمةَ
وتُكرّمُ الإنسانية.

جلستَ يا يسوعُ إلى الخطَأة،
شفيتَ المرضى،
آسيتَ منْ أصابَهُ حُزنٌ،
وأحْيَيْتَ موتى،
وأَفَضْتَ مكارِمَكَ الروحيّةِ
على "الأُمم".

توسّعتَ يا يسوعً
في مفهومِ عائلِتكَ الكونيّة،
الجميع يستحقُ الرحمة،
تجاوزْتَ الحواجِزَ بين البشرِ،
دعوتَ إلى تحقيق العدالةِ الإنسانية،
من دونِ تمييزٍ بينَ أديان،
أو مذاهبَ أو طوائفَ...
بينَ أسيادٍ او مسودين،
بين أطياف الأجناس البشرية.

لكنَّ تعالمكَ يا يسوعُ،
لمْ تنمُ لدى الحكَام،
لمْ تدخلْ قلوبَ الظالمين،
لمْ تُليّنْ طِباعَ المُجرمين،
لمْ تحمِلْ قلوبَ الأغنياءِ
على الإهتمامِ بالفقراءِ،
ولمْ تُهدِ المتعصبين وتُنرْ بصائرَهم.

إنتشرتْ الحروبُ الدينيةُ يا يسوعُ،
وترعرعتْ الخلافاتُ الطائفيةُ،
وتمَدَّدَتْ النِزاعاتُ المَذهبيّةُ
واشتدَّ التعصُّبُ الأعمى،
وباتَ العالمُ في هستيريا
الإستبداد والتسلّطِ...

إهدِ يا يسوعُ  هذا العالمَ،
ليستَفيقَ على أنغامِ تعاليمكَ،
ويحكمَ الحكّامُ بالعدلِ والحبِّ،
وتتحَقّقَ العيلةُ الواحدةُ،
عيلةُ مَنْ يسمعُ كلامَكَ
ويَعْمَلُ  بمشيئتِكَ....

ميشال









الجمعة، 16 ديسمبر 2011

rihabalma3rifah: ميلاديات 2011

rihabalma3rifah: ميلاديات 2011: أحبّوا بعضكم... حتّى التضحية بالنفسِ الميلاد - زيتي لـ هوغو فان در غوس 1476 - روما تغسلُ رجلي يسوع بالط...

ميلاديات 2011

أحبّوا بعضكم...
حتّى التضحية بالنفسِ
الميلاد - زيتي لـ هوغو فان در غوس 1476 - روما

                                   تغسلُ رجلي يسوع بالطيب - زيتية - بيار بول روبينز -1618 - متحف بيتسبورغ

علّمْتَنا يا يسوعُ
أَنْ نُحِبَّ.
قُلتَ لنا:
إفعلوا للناسِ ما تُريدونَ أنْ يفعلَهُ الناسُ لكم.
هيّأتَ لنا عجينَ السلامِ،
ووضعتَ لنا خُبزَ الحبِّ،
...حتّى التضحية بالذات!
وهجَّأْتَ لنا منهجيَّةَ الحُبِّ
بلا مُقابل.

السلوكيّةُ البَشريَّةُ تقضي بأنْ –
نفعلَ للآخرين ما نُريدُه نحنُ لأنفسنا –
عدمَ الضَررِ،
لعدمِ الإضْرارِ،
تهيئَةً لمجتمعِ غُفرانٍ
وسلامٍ واطمئنانٍ...
مَحوتَ الحُدودَ يا يسوعُ،
بينَ فئاتِ البشرِ،
وطبقاتهم، ومراكزهم
ودرجاتٍ السلالمِ فيما بينهمْ.
ساويتَ نفسكَ
وذاتَك الإلهية
بالفقراء و...الخطَأَة...
رفعتَ المتواضعينَ،
وأنْزَلتَ ملوكًا عن عروشهم،
وكانتْ زوّادَتُكَ دائمًا:
الحبُّ
"تعالوا إليَّ أيها المتعبين والثقيلي الأحمال،
أنا أُريحُكُم".

وعندما غسَلَتْ إمرَأةٌ رِجليكَ
بأطيبِ أنواعِ الناردين،
وأغلاه ثمنًا
عاتَبْتَ مضيفَكَ لأنّه
لمْ يستَقْبِلُكَ بِحُبٍّ...
وأَزَلْتَ شُكوكَهُ...
أًتًعلمُ أَجبَتَهُ:
"هذه المرأة أعطَتْ كثيرًا
لأنها أحبّتْ كثيرًا"...
ولمْ تدْعها "خاطِئةً"،
لأنّها "أحبَّتْ"!

وبتواضُعِكَ المعهودُ
سألتَ مضيفكَ الفرّيسي: "لمَ لمْ يتمِّمْ
واجباتِ الضيافةِ،
كما هو معهودٌ؟"
لتُبرهنَ أنَّ من يحفظ الوصايا
لا "يُحبّْ" - أي لا يُحرّك إنسانيتَه
من جمودها...
بلْ، لتؤكِّدَ
أنَّ من أعطى الكثيرَ
يُغفَرُ له الكثيرُ...

أمحُ يا يسوعُ
الحقدَ والكرَهَ من قلوبنا
ثبّت سلوكياتنا الإنسانية
بالمحبّةِ،
إجعلنا نستحقُّ الغفرانَ الكثير،
ونعمةً
بأنْ نحيا وأن نُحبَّ
باسمكَ.

ميشال