الجمعة، 6 يناير 2012

الإقتصاد العالمي يثأر

الاقتصاد العالمي ... يثأر
في المكتبات

لمْ يُخطئ الكيميائي والفيلسوف أنطوان لافوازيي في مسلّمته الشهيرة "لا شيء يضيع، لا شيء يولد... بل الكلُّ يتحوّل". المسلّمة تدخلُ نطاق العولمة العلمية في المجالات الشتّى. وهي تحققت فعلاً على الصعيد الاقتصادي والمالي تحت الفضاء الكلّي للعالم...
جوانبُ النمو والانكماش ... النهضة والانهيار ... التطوّر والتدهور ... نتيجةٌ واحدة لإعادة التوازن في السلوكيات البشرية ... بعدما تأكّدت فعلاً على الصعيد الطبيعي. فكما يقود تهديمُ الطبيعة والبيئة إلى كوارث ومآسي، يقودُ الانفلاتُ الاقتصادي إلى أزماتٍ شديدة يُفلتُ بنتيجتها قيادُ السياسات من يدِ المسؤولين...
وكما أدّت الليبرالية إلى اعتماد خطة اقتصادية إثر الأزمة الاقتصادية في ثلاثينات القرن العشرين، أدّت تداعيات الليبرالية الجديدة إلى تخفيف الأعباء المالية عن المستهلكين ... وفي حالي التدهور والتحوّل الاقتصادي تتقدّم الولايات المتحدة في أخذ المبادرة. 
ففي ثلاثينات القرن العشرين، اقترح الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت خطة اقتصادية جديدة، فتوسع دورالحكومات الاقتصادي في أنحاء العالم أكثر فأكثر. وبحلول سبعينات القرن الماضي، تبيّن أن الأنظمة التي تقدم خدمات اجتماعية واسعة لمواطنيها والأنظمة ذات الاقتصادات الكبيرة التي تقوضها البيروقراطية، غير فعّالة أبدا...
 ثورة رونالد ريغان ومارغريت تاتشر سهّلت استخدام العمال وصرفهم، وتسبّبت بألمٍ كبيرٍ مع تقلُص الصناعات التقليدية أو إقفالها. لكنَّها مهَّدَتْ السبيل أيضا لنحو ثلاثة عقودٍ من النمو ولبروز قطاعاتٍ جديدةٍ مثل قطاع تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا الحيوية.
وترجمت ثورة ريغان على الصعيد العالمي، بـ "إجماع واشنطن" الذي حثَّت واشنطن بموجبه ــ ومؤسسات تقع تحتَ سيطرتِها، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ــ البلدانَ الناميةَ على تحرير اقتصاداتها. وحوّلت السياسات المماثِلة المؤيِّدة للأسواق الحرّة، الصين والهند، إلى قوَّتين اقتصاديَّتين كبيرتين.
لكنّ تحرير السلوكيات الاقتصادية أدّى إلى تراكم الديون الأُسَرِيَّةِ، وعَجْزِ العائلاتِ عن التسديد، ومن ثمّ انهيار مؤسساتِ مالٍ كبرى تسعى وراء تضخيم قِيَمِ الأصول والسندات في أسواق المال العالمية ... هذا الورم المالي يُؤدّي إلى الانهيار الكبير في 2008، بفعل الانجراف الهائل لأساسات المناعة الاقتصادية. وهو انزلاقٌ خطير إلى الهوّة، إلى القعر، قبل أن يتلمّس "حكماءُ العالم"! طريقةً جديدة إلى التسلٌّق.
"الاقتصاد العالمي... يثأر" يجمعُ مقالاتٍ اقتصادية مواكبة، معزّزة بإحصاءاتٍ دقيقة، واتجاهاتٍ و...تحذيرات. نُشرتْ بين منتصف 2007 ونهائيات 2010 في جريدة الحياة – فترةَ مسؤوليتي عن قسم الاقتصاد فيها.
... في انتظار بداية النهوض خلال 2012
                                           ميشال مرقص



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق